وفار التنور



السيدات والسادة الأساتذة الكرام إن الحقيقة مطلب لفهم الأحوال , وإن الأحوال متغيرات , والمتغير هو عبارة عن مكان أو محتوى نضع فيه قيمة .
دائماً ما كانت الحقيقة متغيره أو لعلها متخفية, وهي اليقين؛ واليقين:هو التأكد من الشيء مع الإثبات بالأدلة والبراهين ..
إن نقطة اللاعوده هي أكبر حقيقة كانت وما زالت مرتقبة , وبمقدماتها تكون الحقيقة جلية واضحة لعلها تنتظر منا لحظة تأمل وإمعان في النظر ..


حينما وقف هؤلاء الشعراء على الأطلال في مقدمات قصائدهم – ولها مالها وعليها ما عليها – كان وقوفهم تقليدا لا يمكن تجاوزه إلا نادرا في قصائدهموالوقوف على الأطلال يعني زيارة المكان الذي ما زالت به البقايا !! ويرتبط الطلل بالحبيبة الراحلة إلى المجهول في الشعر الجاهلي ، بعد أن يجمعها وشاعرها المكان وتشتتهما من غير إرادتهما البيئة والانتماء القبلي والرحلة الدائمة ، وبمرور الأيام تصبح الحبيبة رمزاً للوطن الثابت الذي يتطلع إليه الشاعر بعد أن يضنيه تغير الأمكنة وخسران الصحاب عبر بيداء لا حدود لها ولا من يهدي إلى مواقع الأحبة فيها.


حينما كانت المتغيرات .. كان لزاماً من إدراج القيمة لتكتمل المعادلة ؛ إن الاعتقاد يدعو إلى الإيمان , والإيمان يتطلب التصديق , ومن خلاله يكون الاعتراف.. قال الله تعالى : ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ سورة هود 40؛ وهنا لا بد لنا من اعتراف بأن ما هو آت آت لا محالة . لنفكر ملياً فيما دونا في دواويننا , وما سجله الزمن بعلمنا أو بعدمه ؛ إن النفوس تأبى إلا أن تكون في يومها مبحرة غائصة , وإن كانت .. فالزمن ماضٍ ولا يتوقف ولن يتوقف إلا إن فار التنور ؛ لنتدارك الأمر قبل فواته , ولنفكر وكما أسلفت والكل يعلم أن التفكير عبادة .. ولله في خلقة شؤون إن عظم المخلوق دليل جلي صريح على عظم الخالق.

هل وقوفنا دائم على أطلالنا ؟! أليست تلك الحبيبة أرضنا ؟! وهل للقصيدة من تكملة ؟!


دمتم بألف خير ومن الخير تنهلون
وإلى اللقاء .. على أمل بأن يتبسم لنا الغد

Blogger Widgets

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قبل البدأ في الكتابه.. ننبه إلى ضرورة مراعاة الله فيما تكتب، كذلك ننبه على الالتزام بصلب الموضوع وعدم الخروج عنه.

كرست أعمالي للعقل البشري وقدراتة؛ والذات البشرية تطويرا وتدريبا؛ والإبداع بأنواعة؛ وحول عوالم تلفها الطاقات, والخوارق .. فأهلا ً بكم