ولكن إن وقفنا وامعنا النظر بعيني العقل والبصر حينما قام علماء النفس بدراسة هذان النوعان قاموا بالتفرقة والتمييز بين كلا الشعورين (الشعور الخارجي) العالم المحيط بالإنسان من جبال وسماء وصخور وماء .. والعالم الداخلي للإنسان (الشعور الداخلي) من أسى وحزن وتفكير وسعادة .. حينها قالوا أننا ندرك العالم الخارجي بحواسنا وندرك عالمنا الداخلي بشعورنا من هنا كان الفصل ومنه ارتسمت لنا الطريق للبحث عن السعادة , ولا عجب في ذلك فعلوم عدة تدعو للفصل بينهما - سترد في محلها لاحقاً– لنفصل أحاسيسنا عن مشاعرنا ولتكن مشاعرنا سعيدة. قرأت في الأدب الانجليزي إحدى القصص عن بلدة حين يدفنون موتاهم يكتبون عمر الميت بأيام السعادة في حياته على قبره !! ألهذا الحد بلغ بنا التفكير أن حياتنا ما هي إلا شقاء ثم فناء؟! إن سعادتنا قرار وشقاؤنا قرار! فقرر(ي) أيهما تكون حياتك ..
هل ما بدواخلنا ما هو إلا بقايا سعادة ؟ أليس لكل سبب مسبب ؟
دعونا هنا نتوقف عند هذه القصة الرائعة من الأدب الأوروبي وهي تحمل عنوان حكاية حقل الألماس .. !!
هي حكاية مشهورة عن مزارع ناجح عمل في مزرعته بجدّ ونشاط إلى أن تقدم به العمر ، وذات يوم سمع هذا المزارع أن بعض الناس يسافرون بحثاً عن الألماس ، والذي يجده منهم يصبح غنياً جداً ، فتحمس للفكرة ، وباع حقله وانطلق باحثاً عن الألماس ؛ ظلَّ الرجل ثلاثة عشر عاماً يبحث عن الألماس فلم يجد شيئاً حتى أدركه اليأس ولم يحقق حلمه ، فما كان منه إلا أن ألقى نفسه في البحر ليكون طعاماً للأسماك ؛ غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى حقل صاحبنا، بينما كان يعمل في الحقل وجد شيئاً يلمع، ولما التقطه فإذا هو قطعة صغيرة من الألماس ، فتحمس وبدأ يحفر وينقب بجدٍّ واجتهاد ، فوجد ثانية وثالثة، ويا للمفاجأة! فقد كان تحت هذا الحقل منجم ألماس.ومغزى هذه القصة أن السعادة قد تكون قريبة منك ، ومع ذلك فأنت لا تراها ، وتذهب تبحث عنها بعيداً بعيداً .
عن أبي هريرة أنه قال قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه» أخرجه البخاري ؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» رواه البخاري. أليس ذلك من مسببات السعادة ؟ والشواهد عديدة ..إن اليوم الذي تشعر فيه بالألم والتعاسة ! هو يوم لا يستحق منك أن تسبه أو تغضب منه بل الملامة ملقاة على عاتقك أنت, تأمل ذلك اليوم جيدا !! ستجد انك بالفعل لم تقم فيه بعمل واحد مفيد في نظرك. أما اليوم الذي تشعر فيه بأنك تحلق بعيداً وأنت في قمة الغبطة والانشراح ذلك لأنك أصبت الهدف جيدا فعرفت مصدر سعادتك وفرحك ثم وضعته موضع التنفيذ .
لماذا دائماً ما نبحث عن السعادة عن الآخر؟ وهي في حقيقة الأمر لدينا ومن ممتلكاتنا نحن ونحن من يقرر متى نحركها, إن الله أودع فينا قدرات وطاقات إن قمنا بتوظيفها التوظيف السليم لكنا سعداء دنيا ودين .. ؛
قد يقول الآخر وما هي السعادة ؟ السعادة هي أن تمارس الأمور التي ترى أنت أنها باب نحو السعادة؛ والسعادة هي مجموعة من الأشياء التي تعني لك قدرا لا بأس به من الراحة والغبطة ؛ والسعادة شعور بالبهجة والاستمتاع منصهرين سوياً . هكذا تعددت تعريفاتها لدى البعض.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة
قرر أن تكون سعيدا ً من داخلك وحينها ستفاجأ بالوجه الآخر لعملة السعادة وهو ما تبحث عنه!!
هل أنت سعيد ؟ أم هل ما بداخلك بقايا سعادة ؟! فكر من جديد
دمتم بألف خير ومن الخير تنهلون
وإلى اللقاء .. على أمل بأن يتبسم لنا الغد
0 التعليقات:
إرسال تعليق